2009/02/03

أهو الفراق الأخير..؟!

أهو الفراق الأخير..؟



اليوم استيقظت وأنا أشعر بإحساس غريب...

إحساس اشتياق لكل من أحبهم....

صبّحت على زوجي وأبنائي بعناق شديد...

تعجبّوا.... صباح الخير....


ذهبت لعملي... تأملت أوجه صديقاتي....

وأنا عائدة من عملي مررت على صديقتي

سلمت عليها بحرارة وملأت عيني

برؤيتها....

ثم عدت إلى منزلي....

اتصلت بإخواني وأخواتي....

اشتقت إليكم فأحببت أن أسمع صوتكم....

ثم خلدت إلى النوم........................



حلمت بأنني بدأت أُشلّ....

بدأ الشلل من أصابع قدمي...

وبدأ يسري في جسدي....

ما هذا الذي أراه...؟

أهو عالم آخر...؟


بدأت أشعر بروحي في حلقي...

تأوهت...

أشهد أن لا إله إلاّ الله ...

ما هذا الذي أنا فيه....

عدت للنوم...لكني مستيقظة...



سمعت أذان العصر..

.أريد أن أقوم لأصلي..

.لم أستطع...

جاءت ابنتي توقظني...

ماما....ماما...ماما...

عادت تجر أباها....

حبيبتي ...ما بك...؟

استيقظي لقد أذن العصر...

بدأت ابنتي في البكاء...

سمعت صوتها...آلمني في قلبي...



حبيبتي كم أتألم لأنك في هذا الموقف..

.ولكن حبيبتي ليس بيدي...

كم كنت دوماً أحمل همّك...

خوفاً عليك من هذه اللحظة...

لأني أعرف قدر حبك الكبير لي...

وقدر رقة قلبك...

سمعت زوجي يتحدث لطبيب الأسرة...


عادت ابنتي وضعت رأسها على صدري...

ونشجت...

نشجت...

صاحت....

جاء زوجي يبدو أنه احتضنها لأن صوتها أصبح مكتوم...



سمعت صوت ابني وابنتي الصغرى...

بدأت أصواتهم تعلو بالبكاء والنحيب...

ألتمّوا حولي...

وضعوا رؤوسهم على جسدي عند قدمي...



أشعر بهم...

أحبائي ليس بيدي... لا تبكوا...

فقط ادعوا لي بالرحمة والمغفرة...

لم أشأ أبداً أن أترككم الآن...


كنت أتمنى أن أراكم كبرتوا وتزوجتوا...

كنت أتمنى أن أرى أبنائكم وأضعهم في قلبي... وأخبئهم فيه...

ليس بيدي...

أرجوكم لا تتألموا.. .فأنا أتألم لألمكم...

جاء إخوتي...


صديقتي الوحيدة...سمعت صوتها...

قبلت جبيني ويدي...

همست في أذني...

سامحيني...

لقد أحببتك من قلبي وكنت لي نعم الصديقة...

جمعني الله وإيّاك في ظله...

أحسست بدموعها تبلل وجنتي...

كم تمنيت لو أستطيع ضمكم جميعاً لآخر مرة...



صديقتي...

أخلصت لي طوال العمر...كنت نعم الرفيقة...

أنت قوية...

أشعر بألمك المكتوم...

وأعلم كم ستتحملين لأجل أن تقفين مع أبنائي في هذا الوقت...

أحسست بها تضمهم إليها...

قالت لهم...اصبروا فماما تحتاج منكم الآن للدعاء...

نعم صدقتِ...

أرجوكم اسمعوا لها...

فهذا ما أحتاجه الآن...

أحسست بأخواتي وإخواني وهم يقبلونني ويبكون...



أخذوني...

بدؤوا بشق ثيابي...

أرجوكم استروا جسدي...

سمعت صوت بناتي وأخواتي وصديقتي...

نعم هؤلاء فقط من أريد منهن غسلي...

بدأ الماء الدافئ يلامس جسدي...

بدؤوا يقلبوني...

كانت أيديهم حنونة...

رقيقة...

خائفة علي حتى من لمسة الهواء...

كفنوني...

رائحة العود والورد تملأ أنفي...

جسدي بارد كقطعة الثلج...


جاء زوجي وطلب أن يبقى معي وحده...

جلس بجانبي...

احتضنني...

قبل رأسي ويدي...

أجهش بالبكاء...

قال: سامحيني حبيبتي...

سأفتقدك بشدة...

أول مرة أسمع بكائه...

حبيبي سامحتك...

أنت أيضاً سامحني...

أتمنى أن تسمعني...

أرجوك...

انتبه على أولادي...

قطعة قلبي...

أرجوك لا تجعل أي إنسان في الدنيا يكسر أنفسهم...

حافظ على عزتهم وكن معهم حتى يقفوا على أقدامهم

ثم عش حياتك كما تريد...



حانت ساعة الرحيل...


حملتني أيدٍ قوية وعويل بناتي...

ماما...

لا تتركينا...

أبقوها معنا أرجوكم...

ولو ساعة...

دقيقة...

محمولة على الأعناق...

ذاهبة لمصيري النهائي...

لألقى وجه ربي...

لا سبيل للعودة...

سامحوني...

استودعتكم الله الأمين...


أحسست بهمس الرجال... جنازة امرأة...

صلّوا عليّ.. .وركضت بلا قدمين إلى قبري...

وضعوني في التراب...وأهالوا منه عليّ...

سمعت دعائهم وترحمهم عليّ...

سمعت خطواتهم المتباعدة عني...


زوجي يقول لابني: هيا يا بني علينا أن نذهب...

ابني:...استميحك عذراً...

أبي... أريد أن أبقى مع أمي قليلاً...


بقى وحده...

تمدد فوق قبري ليحتضنني وحده...

بعيداً عن كبريائه أمام الناس...

بكى...

أجهش بالبكاء...

وبدأ يحدثني...

أمي...

سامحيني...



كم تمنيت أن تكوني معي في مراحل عمري القادمة...

كلما كنت أحلم بها...

كنت جزء منها...

عندما أتخرج...

حينما أتزوج...

أرى الفرحة في دموع عينك المنهمرة...

حينما أحلم بأبنائي...

أراهم وهم يلعبون حولك ويحتمون بك مني...



أمي كم أحببتك...

وكم ستفتقدك حياتي...

بقى لعدة دقائق يدعو لي وكل دعوة منها كنت أشعرها راحة لي...

وكل كلمة قالها...

كنت أشعر دموعي تنسكب مني وأنا في قبري...


صمت كل شيء...

شعرت بضمة القبر تزداد على صدري...

تزداد بقوة... حتى شهقت..............



فتحت عيني...

وجدت نفسي على سريري

وابنتي الكبرى تهزني...ماما...حبيبتي...ما بك...؟

ما كل هذه الدموع في عينيك...؟



ضممتها بقووووة لصدري...

يبدوا أنه حلم مزعج...

وقلبي يقول...

الحلم سيكون حقيقة....

يوماً ما...


ترى هل اقترب هذا اليوم....؟



عزيزة

9/8/1428 الأربعاء 22\8\2007

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

ألف آه ايتها العزيزه ....

هيضتي كل الشجون ...

رحله حزينه حد الاختناق بكل اطوارها ...

ذكرتني بوسادتي المسكينه ..

فــ كم من احلام يقظه اصنعها عليها ...

تارة اناجي الاحباب واشكر سعيهم الذي كان ..

واخري ابكي من رحلوا وهم فوق الارض ..

ودائما هناك حلم لا يفارقني ..

وهو ان اتخيل ماذا لو رحل والدي ..

فــ أنا بدونهم لا أطيق هذه الارض ..

فـــ وحدهم أغلى ما أملك مهما جاروا علي ...

.................الى آخر الاحلام ......

فــ لن اواصل الاسترسال فــ هذا النوع من الاحلام اسعى للتخلص منه ..

لكن بيت القصيد ايتها العزيزه ...

ان كل ما ابدع به حرفك ليس غريبا على انسانه تعتبر منجم للاحساس بالاخرين ....

واتوقع ان كل من حولك مهما بادلوك العطاء لن يصلوا منزلتك ....

صح نبضك يا غاليه ...
.
دينا ..
.
.

غير معرف يقول...

ياشيخه الله يخليك لأولادك وزوجك وتشوفيهم و تشوفي عيالهم كمان ترى ابكتني كثيرا كلماتك فيها عبره للناس ياليت الناس تفكر مثلك لأن الموت حقيقه علينا كلنا ... الله يحسن خاتمتنا..... اهنئك على مدونتك ماكنت اعرف انك جوهرة ثمينه ونبع من الحنان كتاباتك رائعه كلها فالى الامام ..انا ما اعرف اعبر بكلمات ادبيه لكن احب كثيرا الأدب والأدباء أديبة ......... عاليه الزبيدي

اوركيديا يقول...

دموع دموع دموع

شعرت بالضيق يملئ حلقي والغصه تحارب وتهاجم تريد الفوز والنصر ..

هذه حالتي حينما قرات اهوا الفراق الاخير

اشكرك غاليتي على طرحك

شفافه كما عودتينااا

نجلا اوركيديا

المطر يقول...

الله يحفظك لاولادك ,,ويطول عمرك ويمتعك بصحتك ويجعل اعمالك كلها خير يارب