مسئوليّـــــاتي تأملوا هذه الخزعبلات والرموز العجيبة... ليفسرها كل منكم حسب نظرته للأمور... أعود لنفس الرموز.. .لكن طرأ عليها بعض التعديل...ليس تعديل بل تغيير...هل لاحظتموه...؟ وهل يعني ذلك لكم شيئاً..؟ والآن...هل اتضح التغيير...؟ هل ما يجد...يعني لكم...لقلوبكم...لأنفسكم شيئاً...؟ أنا أم... هذه الكلمة مكونة من حرفين فقط.. .لكنها تستنفذ كل حروف العالم...ونبضاتها... تتطلب مني الكثير الكثير من الحب والحنان والاحتواء والعطاء المادي والمعنوي والصبر وحسن الإنصات وتلبية الرغبات والقلق والتفكير و....إلخ أنا زوجة... وهذه الكلمة تتطلب مني أيضاً الكثير الكثير من الحب والحنان والتضحية والتفهم والثقة والاحترام والتقدير والتشجيع والاحتواء والترتيب والعناية بالجمال والرشاقة وبالمنزل وبالأكل والتحمل..التحمل..التحمل... أنا أخت... وذلك يتطلب مني أن أشعر.. .أن أبادر...أن أصل..أن أحمل..هموماً.. أن أساعد..أن أستمع..أن أعطي حلولاً. .أن أهوّن أن أصبر على العتب كثيراً. .أن أتواجد مهما كانت أوضاعي.. أنا زوجة ابن... لابد أن أزور...أن أسأل..أن أصل كل قريب من أم زوجي. .وأن أراعيها في ابنها..وفي أبناؤه... أن أسمع لومها ونصائحها...أن أتودد إليها... أنا موظفة... وذلك يتطلب مني الانضباط..والعطاء بلا حدود. .بلا شكوى أو تذمر.. .التأقلم..التفاني..الدقة..صفاء الذهن..الحكمة..اللباقة.. عدم التعذر..عدم المرض... أنا صديقة... وهذه الكلمة تتطلب الكثير من حسن الإنصات.. التفكير..التواصل حسب درجة الصداقة.. السؤال..الإيثار..التضحية..تخفيف آلام الصديقات.. الاستماع إليهن بقلب..وعقل... الحكمة..الحب..الحنان..التفهم..الصراحة... أنا زميلة.. .فلابد أن أتمتع بالكياسة.. مراعاة نفسية الآخرين. .الاحترام..الدقة في كل لفظ وكلمة.. القيام بواجب من تمرض.. ومن تفقد عزيز..ومن تلد..ومن تتزوج.. ومن تدعونا لمنزلها..ومن يتزوج أبناؤها..ومن تتقاعد.. ومن تنتقل لمكان آخر... ولابد من الكثير الكثير من التحمل والتغاضي والتسامح... أنا مسئولة عن مساعدات في المنزل.. وذلك يتطلب مني الكثير الكثير من الاحتواء والإرضاء.. ومراعاة نفسياتهن..وتقدير جهودهن وتعبهن..وتوجيههن..ومتابعتهن.. وإعطائهن فرص (تزويغ) غير إجازتهن... أنا أتعامل مع سائق... يتغابى في كثير من الأحيان.. وذلك يحتاج مني الكثير من ضبط النفس..والتحمل..والتوجيه.. واحترام إنسانيته..والتعذر له... أنا إنسانة... أتعامل مع الكثير الكثير في السوق.. في البنك.. في السفر.. في المستشفى.. مع وجوه لا أعرفها تماماً.. لكنها تتطلب مني الكثير الكثير الكثير... حينما يكون أيّ منا...وكلنا كذلك.. كل هذا..لابد أن يمرّ بما أشعر به الآن..الكثير..الكثير..من الإحباط... حينما نشتعل لنضيء من حولنا.. حينما نعطي بلا حساب.. حينما ننشغل بالآخرين عن أنفسنا.. ويعتاد الجميع منا أن نعطي ونعطي.. حتى نتوازن..لابد أن نأخذ ونأخذ... كل عطاء...يقابله أخذ.. .وحينما يختل الميزان قليلاً...يستمر العطاء..فلا بأس من ذلك... حينما تكون كل الأسهم خارجة..وبعضها داخلة...تتوازن الحياة... كل نفس معطاءة...محبة للآخرين... لكنها حينما تصبح كل الأسهم خارجة...ونادراً ما تجد سهم يتجه نحوك بالعطاء.. قد تستطيع تلك الأنفس أن تعطي..وتستمر بالعطاء دون أن يشعر أيٌّ ممن حولها بالتقصير... ولكنها لا تلبث أن تخفت.. وتتضاءل.. وتنكمش على نفسها.. وتصل للحظات تشعر فيها بأنها لا تريد الأخذ ولا تطالب به.. فقط تريد أن تلتقط أنفاسها.. أن تتوقف عن العطاء لفترة.. لتستمد قوتها من جديد.. وتستعيدبعض ذاتها التي فُقدت...و روحها التي تعودت على العطاء... تمر بنا مواقف نشعر أننا وحدنا في هذه الحياة... وأن كل ما أعطيناه لم يثمر.. ولم ينفعنا في هذه الأرض..في هذا الوقت على الأقل.. نحتاج أن نربت على أنفسنا الحزينة المكسورة..وألاّ نلوم أنفسنا إذا قصّرَت... ولكن المشكلة تكمن حينما يتجاوز الحد ذلك للوم الآخرين لك على تقصيرك..وتوقفك عن العطاء... رغم انتفاءه تماماً منهم...!! أنت تحبهم... أنت مسئول عنهم... أنت تفكر فيهم طوال اليوم... إذن... استمر.. واستمر في العطاء... لا وقت لالتقاط الأنفاس... وتدور العجلة..حتى يأتي وقت..نصمت فيه إلى الأبد.. ونرحل بكل هدوء..مع ذرف بعض الدمعات على رحيلك... ثم تسير الحياة من جديد... يبدأ بعدها الجميع في افتقاد عطاءك... في ذكرك.. في عمل تماثيل لك.. في الاستشهاد بإنسانيتك وتفانيك الرائع في حياتهم.. في وقفاتك التي لا تقدر بثمن.. في بصمتك التي أثرت عليهم وجعلت منهم أناس آخرون لهم قيمتهم ووزنهم في الحياة... سيعطوك كثيراً وبلا حدود... ...لكن.... ...بعد رحيلك... مضحكة هي الحياة... ولن ينفعنا من كل ذلك... سوى عطاء بدعاء أو صدقة تصلنا ونحن هناك.... ...في قبورنا... ...)) تلك هي الحياة ((... عزيزة 4/11/2006 السبت 13\10\1427
2009/02/03
مسئوليّـــــاتي...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
نعم مضحكه هي الحياة ...
ولا زلت ارى بها عجباً ...
لكن لا مانع من قليل الاحساس بنا ونحن على وجه الارض ..
فقد يُضاعف ذلك عمرنا ..
ويؤخر شيخوختنا ..
ويضفي على لحظاتنا إحساسا مميزاً ببصمة أحدهم ..
.
.
من بروعة ما تكتبين ..
حقاً ابدعتِ ..
.
محبتي
.
دينا ،،
.
.
إرسال تعليق