2009/02/03

الأصدقاء .... مواقف

الأصدقاء ... مواقف


صباح الخير... 

يوم جديد أصل فيه لعملي...

ذلك المكان الموحش الذي بدأت عملي فيه هذا العام...

لكم بغضت هذا المكان منذ زمن بعيد... 

كنت أتحاشى أن ترسلني مديرتي لمهمة هناك...

حيث ينقبض قلبي وأشعر بالغربة فيه منذ لحظة دخولي حتى خروجي منه...

الآن أصبح محتماً علي التأقلم مع وحشته...

ولون ممراته وحجراته المتجردة من أي لون...سوى لون الرماد...


دخلت المبنى وصعدت للدور الذي يحتوي قسمي...

هناك يوجد مصلّى صغير يبدوا أنه مستحدث 

حيث له جدران من الألمونيوم وأحدها من زجاج شبه شفاف...

دخلت لأصلي الضحى 

حيث أشعر دوماً بالسكينة في هذا المكان المستقطع من الممر..والناس..والزمن...

بعد صلاتي جلست لأسبح وكان الحاجز الزجاجي أمامي مباشرة 

حيث يكمن خلفه ممر بين المكاتب ومقاعد لانتظار المراجعات ملاصقة له...

شعرت بخيالات تتحرك أمامي يحجبها عني الزجاج...

لم أتبين تماماً ما تفعله خلف هذا الزجاج الشبه شفاف.. 

ثم بدأ يتضح المشهد...

كانت إحدى العاملات المستخدمات في المبنى تجلس على أحد المقاعد الملاصقة للزجاج وظهرها علي...

وقد تبينت أنها عاملة من منديل تضعه على رأسها...


ثم شاهدت إحدى الموظفات تقف بعبائتها تحدثها...ثم جلست بجوارها...

لحظات وتبيت تلك النسمة الرقيقة من حقيبتها..

بدأت أرى المشهد وكأنني أنظر للوحةإنسانية رائعة مبهمة المعالم...

لكنها أبدا ليست مبهمة السمو ورقة المشاعر وصدقها...

رأيت تلك الإنسانة الرائعة متجردة من كل فرق بينها وبين تلك العاملة البسيطة...

حيث بدا لي أن العاملة تبكي... 

جلست صديقتي الرائعة بجوارها...

ربتت عليها بحنان وأخرجت منديل من حقيبتها وأعطتها إياه لتمسح دموعها 

وبدأت تتحدث إليها كأنها تخفف عنها ألمها...

ثم رأيت صديقتي تمسح دموعاً تساقطت رغماً عنها تأثراً ببكاء تلك العاملة... 

كان المنظر والأشباح المتحركة أمامي

 توحي بكم هائل من الحنان والطيبة والرقة الذي احتوى ذلك القلب الحزين...ببساطة..وصدق....

انتهى المشهد...وقمت من مكاني...

في اليوم التالي...لم أتوقع أبداً أن أشاهد مشهداً آخر...

رأيت صديقتي نفسها...

تأتي لتلك العاملة فتنحني عليها وتقبلها بحرارة وتقبل رأسها

 وتربت على كتفها وتتحدث معها...ثم تذهب...

كان مشهداً قصيراً عميقاً كعمق البحر...

عالياً كعلو السماء...

ترقرقت معه عيناي بالدموع...

ولم أتمالك سوى أن أبتسم احتراماً لإنسانيتها العالية... 

تلك الإنسانة...عندما عرفتها...

شعرت أني أعرفها منذ زمن بعيد... 

فهناك قلوب لا يربطها عمر الزمن...

ولكن عمر نبضها بنفس القيم والمبادئ هو ما يقيس زمن لقائها الحقيقي... 

هذا الموقف الذي رأيته كأنما كنت أراه في الغيب...

كأنما كنت أرى داخلها دون أن تراني...

لكي يريني الله كم وجود هذه الصديقة نفيس ونادر...

 

صديقتي الغالية...

فتحتُ تلك الخزنة العميقة في قلبي لأحفظك مع جواهري النادرة من البشر التي أنعم الله علي بمعرفتها...

هناك حيث أدعو لك دوماً بظهر الغيب...بكل خير أتمناه لنفسي وأكثر... 

هناك حيث أستطيع أن أعبر لك عن مدى صدق مشاعري بكلمات لا تمت لهذا العالم بصلة...

هناك حيث نلتقي دون أن نعلم بخفقات قلوبنا التي تحمل أخوّة ومحبة صادقة...

هناك...

حيث أراك...كما رأيتك... 

بمنتهى الوضوح...

 

عزيزة 

1429/2/24   الأحد    2/3/2008

هناك 3 تعليقات:

علي محـمــــــد يقول...

السلام عليكم

انا مستغرب لما لقيت هذي العباره 0 التعليقات

.........................................

طريقتك في الكتابه حلوه ..لكن واضح انك عندك مشكله في تسويق الل تكتبينه .. !
زوري المدونات وعلقي فيها عشان الناس تتعرف عليك وتزور كتاباتك .. وياليت تغيري الستايل هذا عشان الأخضر مو حلو في المدونات وبعدين المنتخب مهزوم اثنين صفر من كوريا امس :(

بس ترى والله خساره تكتبي وما بهذي الطريقه وما احد يقرا :(

اتمنى لك التوفيق

في امان الله

غير معرف يقول...

مؤمنه جدا بما يسمى الاتصال الروحي ...

فأحيانا بعد الاماكن لا يمنعنا من الشعور بالاخر ..

فحين تكون المحبه خالصه من كل ما قد يشوبها ...

لا تحمل في طياتها سوى الخير ..

نرفع اكفنا للمولى ونشكره ان من علينا بمن يصون الود ...

ويحفظ غيبتنا ...

العزيزه عزيزه ...

ارفع كفاي الى السماء احمد الله بأن مَن علينا برفقتكم "انتي والمخلصه بسمه"

فأي علاقة اسمى من ان يحمل رفاقك قلبا يشعر بكل من قد يَمر بهم ..

فأنتم حتما من نحتاجه جميعاً ...
.
.
محبتي ..

دينا ..
.
.

غير معرف يقول...

رآئــع جدآآ استمتعت بقراءتها بوركـ فيكـ ,, تملكين أسلوب رآئع في تصوير الأحداث وتسلسلها ..
لكن هل تسمحين لي غاليتـي بنقلهـا ؟؟؟