جرّب الكرسي ذهبنا أنا وزوجي كعادتنا لزيارة والدته... وعند عودتنا إلى المنزل جاءني زوجي وهو يضع وشاحاً لي على رأسه كنت قد نسيته في سيارته... ومازحني قائلاً: ماذا لو تحجبنا نحن الرجال..؟!.. ضحكت وقلت يا ليت... فقال لي تريدينا أن نجرب الكرسي...؟ لماذا لا تكتبين عن هذا الموضوع..؟ تردَّدت تلك العبارة في عقلي...(جرّب الكرسي)!! عبارة أُقيمت لها عدة دورات لأنماط الشخصيات حتى يحاول الإنسان دوماً وضع نفسه مكان الآخرين... ليقدر ويلتمس العذر لهم... ويتفهمهم... نعم...أبي وأخي وزوجي وابني... وكل رجال العالم...أقول لكم...جرّبوا الكرسي...أيام جرّب زوجي الحبيب أن تعود من عملك مرة... فتطهو... وتذاكر للأبناء... وترعى كل من في المنزل... جرّب ولو لعدة أيام... أن تضع ثقلاً على بطنك يوازي ثقل الجنين في بطن أمه... وتنام...وتقوم...وتذهب لعملك... وتمارس يومك كاملاً به... جرّب أن تسهر أنت على طفلك الرضيع طوال الليل أو على ابنك المريض... ثم تذهب صباحاً لعملك... جرّب أن تبقى طوال الليل منحنياً لترضع طفلك المولود... وتغير له حفاضه كل ساعة... جرب أن تتخيل أ ن تأخذ دواء فتشعر بآلام المخاض ويشعرك كيف يمكن أن تكون آلام الدورة الشهرية... جرب أن تتخيل أن هناك دواء لا بد أن تأخذه يومياً لا لتزداد عضلاتك... ولا لزيادة قدرتك الجنسية...لكن...ليمنع عنك الحمل!! كل ما أريدك زوجي الحبيب أن تجربه... أعلم علم اليقين أنه فطرة الله التي فطر المرأة عليها... حبها...حنانها...رعايتها لزوجها وأبنائها... كل ذلك تفتخر به كل امرأة في الدنيا...ولكن فقط... التجربة تكون...لنتقارب...ليشعر كلاً منّا بالآخر... أبي الحبيب... أرجوك جرّب الكرسي... جرّب أن تشعر أنك إنسان مسلوب الإرادة والرأي... لمجرد أنك أنثى... جرّب أن تجبر على الزواج ممن لا تقتنع به لمجرد أنه يروق لأهلك لثروته وحسبه ونسبه... جرّب أن تُمنع من الزواج فقط لتبقى دوماً مصرفاً مفتوحاً لوالدك كل نهاية شهر... جرّب أن تتخيل أبي الحبيب أن تُحرم من حقوقك... فقط لأنك أنثى... أما أنت أخي الحبيب... فكم أتمنى أن تجرب وتتخيل أني أنا من تدخل المنزل وتأمرك أن تكوي ثيابها أو لتصنع لها كوباً من الشاي... لأنك فقط...فتاة... جرّب أن يكون من حقي حتى لو كنت أصغرك أن أتطاول عليك... لأنك بنت جرّب أن يكون من حقي أن أسافر وأدرس وأنت لا... فقط لأنك بنت... أخي.. وزوجي.. وأبي.. ليجرّب كل واحد منكم أن يأتي ليجدد جواز سفره... أو يذهب للمطار ليسافر... فيُمنع إلاّ بموافقتي أنا... عزيزي الرجل... كيفما كنت...وأينما كنت... أنت دوماً ستبقى شقّي الآخر في الحياة... ولا تكتمل حياتي بدونك... فأنا دوماً... أسعد بك...وأشقى بك... لذلك... ولذلك فقط... أريدك أن تجرب الكرسي... لكي تصبح حياتنا أفضل... لنكون شركاء في كل شيء في هذه الحياة... لا أوصياء... ليدعم كل منّا الآخر ولا يضطهده... لنكون عوناً لبعض...ولنكن معول بناء...لا معول هدم... كم ستكون سعادة الزوجة حينما يدخل زوجها المنزل بابتسامة بدلاً من عبارة... أين الأكل...؟ يحتضنها...بكل حب وحنان... يمتدحها... يقدر كل جهودها التي تبذلها لإسعاده... يشعرها أنها أجمل امرأة في الكون... حتى وهي منتفخة البطن حاملة ابنه... ترى...كيف ستكون نفسية هذه الزوجة..؟ وكم سيكون مقدار عطائها..؟ أما الابنة فتُرى كيف سيكون إحساسها ونظرتها لنفسها حينما تفتح عينها فتجد أنها موجودة في الحياة ليفخر بها أباها..؟ يسعد لسعادتها... بل إن سعادتها ومستقبلها وراحتها...هي من أهم أهداف حياته... يحنو عليها ويهتم بها لأن معياره دوما هو الابن الصالح...أهم ما يتركه الإنسان... سواء كان إبناً أو بنتاً... فلا يشترط أن يكون الابن دوما سنداً... ولا البنت همّاً وعاراً... فكثيرٍ ما كانت البنت هي سند والديها... تُرى ماذا سيكون شعور الأخت تجاه أخيها حينما يحنو عليها..؟ يأخذها لتخرج معه... يسمع لهمومها... يساندها في الحياة... يفخر بها... يقضي حوائجها.. .يحميها لا يتحكم فيها...؟ وحبذا لو صنع لها بيده كوباً من الشاي... هذه المرأة.. الزوجة.. الابنة.. الأخت... ستعطي بلا حدود... ستصنع أمّة عظيمة... ستكون علاقتها بالرجل علاقة حب وود واحترام وتفاني... عزيزي الرجل... تأكد أن أول من سيسعد بهذه المرأة...هو أنت... أنت فقط...لأن الحياة ما هي إلاّ امرأة ورجل...أم وأب... زوج زوجة... ابن وابنة...أخ وأخت... فمتى قامت العلاقة بينهما على الرحمة والألفة والتقدير...صلحت.. وصلحت معها كل الأشياء... زوجي الحبيب...أبي الغالي...أخي العزيز... وكل رجل في العالم هل تريد أن تكون سعيداً..؟ فقط...ما عليك سوى...أن تجرّب الكرسي... عزيزة 27/12/1427 الثلاثاء 16\1\2007
2009/02/03
جرّب الكرسي...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
ياااااااااااااااااليتهم يجربون الكرسي ...
أظنهم سيُقبلون الايادي بعدها ......
مقال لا يكتبه الابعيدين النظر امثالك ...
.
.
محبتي ....
دينا ..
.
.
ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذه العزيزه عزيزه ..
بعد التحيه أحب أن أنتقد مقالك هذا وأتهمك بعدم العدل في ما كتبتي ,, أنت صورتي للقاريء كل أنواع الألام التي تعيشها المرأه وكأن الرجل يلبس التاج وكل ما يفعله هو إصدار الأوامر فقط ,, كنت أتمنى منك عدم التحيز للمرأه في طرح موضوع كهذا ,, وأنا شخص عادل أنظر للأمور بحياديه شديده وأتفق معك في أكثر ماذكرتيه من ألام تمر بها المرأه ,, ولكن حين نكون عادلين يجب علينا سماع الطرفين وليس طرف واحد كما تناولتي انت وخصصتي كل الوقت لأمنا وأختنا المرأه ,, سأخذ جزءً من ما ذكرتيه وأرد عليه كمثل فقط لا أكثر ..
تقولين ياسيدتي
جرّب ولو لعدة أيام...
أن تضع ثقلاً على بطنك يوازي ثقل الجنين في بطن أمه...
وتنام...وتقوم...وتذهب لعملك...
وتمارس يومك كاملاً به...
ارد عليك وأقول
هذا فعلاً شيء مزعج جداً ولا اخالفك في هذا .. ولكن لتجربي أنت ايضاً أن تحملي إطار سياره كبيره وتقومين بتركيبه .. لتجربي أنت حمل أشياء ثقيله كما يفعل الرجال ,, لتجربي أنت حمل جوالين المياه المعدنيه التي يشرب منها كل افراد العائله ,, أنا لاأحاول انقاص دور المرأه أو الغاء معاناتها أو تصغيرها لكني أود أن أقول لك إن الله سبحانه وتعالى قسم كل شيء ,, شيء تستطيع المرأه فعله ولا يستطيع فعله الرجال والعكس صحيح والعدل موجود ,, وإذا كنت تريدين أن يجرب الرجال الكرسي جربيه أنت في نفس الوقت وانا واثق بأن الطرفين لن يقبلون كراسي ليست لهم .
في أمان الله
إرسال تعليق