الرسالة الجو حار... توقفت السيارة عند إشارة المرور... ما هذا الزحام..؟ أرجعت رأسي على المقعد محاولة الاسترخاء... وكعادتي... بدأت ممارسة هوايتي... التأمل في الشوارع والسيارات والبشر... السيارة التي أمامي كان بها طفل ومربيته... يبدوا أنه عائد من المدرسة... كان يلعب ويتحرك في السيارة وبيده مظروف... يحمله تارة...ويرفعه تارة... ويقذفه في الهواء تارة أخرى... ترى ماذا يوجد داخل المظروف...؟ لابد أنها رسالة لولي أمره... هل تراه تقريره الشهري..؟ هل سيكون جيدا فتفرح به أمه وتكافئه..؟ أم سيكون سيئاً فتغضب منه وتعاقبه..؟ هل ستكون هذه الرسالة خيراً عليه أم شر...؟ الرسالة... تلك الكلمات المسطو ره في أوراق مختومة... لتعبر وديانا وسهولا وبلادا بعيدة... لتصل ليد من نريد أن تصله هذه الكلمات... لتسعده...أو تحزنه وتشقيه... أو تغير مسار حياته كلها... فذلك طالب تصله رسالة تبشره بقبوله في وظيفة أو بعثة... وتلك امرأة تأتيها رسالة توصل لها خبر طلاقها... وتلك زوجة تصلها رسالة من زوجها المحارب... فيطمئن قلبها الخائف عليه... وتلك رسالة تصل لإنسان مريض... لتخبره أنه سليم معافى فتكون تلك لحظة ميلاده من جديد... وإما يكون ما كتب فيها...رحلة الألم وبداية النهاية... تلك رسالة تصل لأم... فتنهمر دموعها مع كل حرف فيها من ابنها أو ابنتها المغتربة... تتنفس بين كلماتهم...وأوراقهم... رائحتهم التي افتقدتها زمن طويل... وتلك رسالة اعتذار... تصل لقلب مجروح... فإما تكون الكلمات صادرة من قلب صادق تخاطب القلب.. فتكون كلماتها بلسم يلؤم الجرح... وإما تكون تلك الكلمات واهية.. ضعيفة.. منافقة.. فتزيد الألم...وتعمق الجرح... كثيراً ما كان للرسالة دور كبير حتى في مستقبل الدول والشعوب... فكم من رسالة كانت نتيجتها إشاعة السلام بين دول... وكم وكم من رسائل أدت لحروب ضارية بين بلاد دُمِّرت شعوبها...ويُتِّم أطفالها...وثُكلت نسائها...وفقدت حضارتها... وفي عصرنا هذا... أصبح للرسالة ألف شكل ولون... من رسائل جوال متنوعة... صوت وصورة... إلى رسائل عبر شبكة الانترنت... وجميعها...جميعها...تحمل نفس المضمون...ونفس الهوية... في النهاية... الرسالة...كلمات محفوظة في مظروف... أو صندوق الوارد... أو البريد الالكتروني... ليطلع عليها من كتبت إليه... فتكون تلك الكلمات بوصولها وعبورها مشاعر وأحاسيس متلقيها... ككأس نشربه... فيتفاعل مشروبه مع أجسادنا... فيؤثر سلباً أو إيجاباً... الرسالة فكرة عظيمة... كثيراً ما حمدنا الله عليها... وكثيراً كثيراً...تمنينا...لو لم توجد أبداً... وكثيراً أيضاً...ما تمنينا لو تلقينا ما فيها قبل ذلك الزمان... أو بعد ذلك الزمان...لكان لها مفعول السحر علينا... رسالة بعد فوات الأوان... قد تكون...لترسم لنا الأقدار خطاً آخر غير الذي كنا نتوقع ونرسم... أو تكشف لنا أموراً غير التي كنا نعرف، وفي النهاية.... الرسالة...قدَر... لابد أن نفكر كثيراً قبل إرسالها لمن نريد... لأنها جزء منا...يصل...إما بصورة جيدة...أو سيئة... وقد يكون جزءنا هذا...قادر على أن يسعد الآخرين... وقد يكون خرج في لحظة غضب...فدمر من أُرسل إليه...بعدها... بعد زمن...ستكون تلك الكلمات سياط ألم.. تعذب قلوبنا إن كانت حية الضمير... رسائلنا هي نحن... هي دواخلنا...النقية...أو...المعتمة... فكروا في رسائلكم للآخرين... قد نقرر بعد تفكير أن نلغي...الكثير الكثير...منها... ونجد أن هذه اللحظة بالذات وهذه الرسالة بالذات... كان أصوب قرار ألاّ نرسلها أبدا... عزيزة 28/2/1429 الخميس 6/3/2008
عائدة من عملي منهكة...
2009/02/03
الرسالة...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 6 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الكريمه الأستاذه عزيزه ..
اتمنى ان تكوني بصحه جيده ..
ما اكتبه الأن لايحمل صفة تعليق فقط إنما رساله لكاتبه متمكنه من ادوات لغتهاالعربيه ومتمكنه في سرد وتنسيق افكارها .. هذه ليست مجامله انها الحقيقه .. شكراً لك اولاً على تغيير ستايل المدونه وهو الأن جميل :) وأُبارك لك على هذا..
استاذتي الفاضله قلت لك في تعليقي السابق انك موهوبه .. وطلبت منك تسويق ما تكتبين لكي يستمتع الجميع بالقراءه وتستمتعين انت بالتشجيع والنقد في نفس الوقت .. لكن للأسف حتى أنا لم أحظى بزيارتك لمدونتي المتواضعه ولا حتى برد على تعليقي لموضوعك السابق :( ..
حين انظر لأعلى مدونتك أجد عدد زوارك 000109
إنه قليل جداً بالنسبه لما تكتبين ..
في الحقيقه أنا ألومك على هذا .. وأقول لك إن هناك من هم أقل منك أدبياً وفكرياً وعدد زوارهم اضعاف هذا العدد ..
ربما تكونين لاتسعين للإنتشار .. وقد تكتبين لنفسك فقط .. ولكن ما المانع في أن يقرأ غيرك ما تكتبينه ويعبر عن إعجابه أو حتى غضبه .. وتقومين أنت بالإستفاده من التعليقات الموجوده على مواضيعك وتجعلينها مقياس لتقدمك أو تراجعك .. ؟
يجب عليك الإهتمام في هذه النقطه فإنها مهمه .. ولكي تحقيقنها يجب عليك الدخول لمدونات مختلفه وتعلقين على مواضيعهم ليبادلونك الزياره ويتعرفون عليك من خلال كتاباتك ويعلقون على صفحاتك ..
لن يتعرف عليك أحد دون هذا .. العلاقات الإجتماعيه مطلوبه هنا .. وكما يقول المثل السعودي
(الناس بالناس )
سوف أضع لك بعض عناوين المدونات المحترمه جداً وأتمنى أن تزورينها وتعلقين هناك وأنا أعدك بالإستفاده ..
1- مدونة الوجـــد = صاحبتها فتاه إماراتيه وكتاباتها جميله وعلاقاتها الإجتماعيه مميزه ومحترمه
وهذا رابط مدونتها قومي بنسخه ولصقه
http://alwjd6.blogspot.com/
2- مدونة رحايا العمر وهي مدونه لمهندس مصري إسمه أحمد كمال .. وقد قلت له قبل فتره من الزمن انك تمارس الهندسه في كتاباتك .. وانا اعتبره كاتب محترف وصاحب فكر مميز وهو غايه في الأدب .. وبصراحه لو كان هناك تصويت لأفضل من يكتب في المدونات لخترته .. واعدك بمتعه في قرائة هذه المدونه .
وهذا رابط مدونته قومي بنسخه ولصقه
http://ra7aya.blogspot.com/
3- مدونة Alwani وهي طالبة علم نفس من مدينة جده .. وأكثر ما يميزها إقتناعها بعلم النفس ومن هنا تفكر في كل شيء .. وأعتقد انها ستناسبك كمدونه صديقه.
وهذا رابط مدونتها قومي بنسخه ولصقه
http://al-wani.blogspot.com/
4- مدونة بالحكمة .. والموعظة الحسنة وهي لمحاسب مصري وإسمه علي عبدالله وهي مدونه دينيه فكريه وصاحبها يتميز في إختياره لمواضيعه ولم أجد في مدونته موضوع لا يستحق القرائه وهو قادر على طرح أفكاره بطريقه مميزه .
وهذا رابط مدونته قومي بنسخه ولصقه
http://bel7ekma.blogspot.com/
إن هذا ليس مجرد تعليق إنما هو رساله لك .. أتمنى أن تستفيدين منها ..
أعرف ما قد يدور في عقلك الأن ..
ربما تقولين لنفسك .. ما هو الداعي لهذه الرساله وهذا الإهتمام .. وأرد عليك لأقول إنني من فتره طويله وأنا اتجول بين المدونات لأجد شيئاً جميلاً أقرأه .. وفي الحقيقه الجميل قليل .. وحين دخلت مدونتك بالصدفه وجدت مدونه جميله جداً وما أزعجني إنها غير معروفه وغير منتشره .. وربما يكون إحساسي بواجب التشجيع هو ما دعاني لتشجيع من يستحق .
تعبت من الكتابه :)
أتمنى لك التوفيق
في أمان الله
صباح الخير أستاذ علي المحترم....
أولاً: أعتذر لعدم ردي على تعليقك السابق رغم أني ممتنه جدا وأشكرك لملاحظاتك
ودليل امتناني تغييري للقالب....
ثانياً: أحب أ أقدم شكري الخالص لإطرائك وتقييمك الجيد لما تكتبه العزيزة عزيزة...
ثالثاً: تستحق مني ايضاح للوضع...
سيدي أنا لست عزيزة وإنما صديقتها...
قمت بإنشاء المدونة كهدية ذكرى ميلادها الذي سيوافق التاسع والعشرون من هذا الشهر
هي لا تعلم عنها شيئا ولم ترى ردودك القيمة إلى الآن,
وتأكد أنها لو تعلم عنها لأسعدها جداً زيارة مدونتك التي متأكدة أنها تزخر بالعديد العديد من المواضيع المتميزة كصاحبها...
ولأنها تتمتع بحس أدبي راقي ولديها شغف للقراءة أعتقد ستجدها مادة دسمة لعقليتها القارئة...
خبرتي في المدونات صفر... ومنذ شهرين وأنا عاكفة على اعدادها وتنظيمها حتى تظهر بشكل لائق يوم ميلادها
حقيقة ليس لدي الوقت لتصفح المدونات سوى ع السريع حتى ايميلاتي تراكمت وبلغت المئات وأنا التي اتصفحها بشكل يومي..
استفدت كثيرا من نصيحتك وأحتاج نصائح وملاحظات ممن لديهم الخبرة كحضرتك
وذهني منفتح جدا لكل ماهو جديد وجيد....
لاسيما وأني فور انتهائي من مدونة الغالية عزيزة سأشرع بإكمال القليل الذي بدأته في مدونتي
ويسعدني تقبل ملاحظاتك وتوجيهاتك عليها...
أخيرا أشكر لك اهتمامك وتشجيعك لكل ما هو جيد
وهذا يذكرني بقاعدة جميلة احسبك تطبقها في حياتك
)) الجودة مسئولية الجميع ((
هنيئاً لك فكرك وذوقك واهتمامك بالآخرين
تحياتي...بسمة صديقة عزيزة :)
وما يزال البعض يرسل دون اكتراث ..
ويتفنن في تهيج المشاعر السلبيه لدي المتلقي ..
وانا اعتبر ان بعض ذاك الجمهور يعاني من قصور في التفكير ..
ولكن لو علم ذاك المرسل انه يوما سيحاسبه الرب على كل شارده ووارده لما فعل ...
واتذكر هنا مقوله ...
أربعة لا تعود: السهم إذا أُطلق، والفرصة إذا ضاعت، والزمن إذا مضى، والكلمة إذا انطلقت.
.
.
واثقه من ان من جرب الاربعه سيفكر الف مره قبل اي شي ..
.
.
كم اشعر بسكينه وانا أقرأ لك ...
.
محبتي ،،،
دينا ..
.
.
سلمت يدااااك يا ام معاااذ
اسلوب جميل وراقي كرقيك انتي
ولا استغرب جمال الاسلوب يكفي ان اسمك
عزيزة :)
ام دارة
وأنا أقرأ وأقرأ وأبغى أعرف وش في الرسالة اللي في يد الولد في النهاية ما عرفت أو أن الإشارة خضرت ومشت السيارة وماشفتي اللي في الرسالة.
ههههه
صراحة من المواضيع والتدوينات التي استمتمعت بها بجد أحسكِ كاتبته من قلب وأكيد أنها ستصل القلب وأعجبتيني بربط الرسائل القديمة بشكلها التقليدي بالرسائل الحديثة بما تحتويه من تكنولوجيا متطورة.
شكراً لمثل هذا الطرح الراقي.
موفقة أختي.
وأعتبريني صديقاً لهذا الإبداع.
كلامك رائع وجميل وفعلنا في رسالة ترد الروح ورسالة تقتل هذي الروح 💔
إرسال تعليق