2009/01/19

حقيبة الرجل

حقيبة الرجل


كنت في السيارة....أنظر من خلال نافذتها إلى الشوارع....والبشر....

هناك من يقف ينتظر سيارة أجرة....
هناك عامل بناء يقف ليدخّن سيجارة بين أوقات عمله.....

ولفت انتباهي..

امرأة بسيطة تجمع علب المشروبات الغازية من حاوية النفايات....

لم يلفت انتباهي ما شاهدت بل ما لفت انتباهي أنها كانت تحمل حقيبة نسائية معها....

في اليوم التالي رأيت امرأة تمشي في الطريق ويبدو أنها ذات مستوى مادي متواضع...

ولكنها حرصت أن تحمل حقيبة في يدها....

ولاحظت أنني كلما شاهدت امرأة..دوما دوما أنظر لحقيبة يدها...


ركبت السيارة مع زوجي فوجدته يضع أوراق في جيبه وفي الآخر مفاتيحه وفي السيارة هاتفه....

ففكرت لماذا لا يحمل الرجال حقائب يدوية مثل النساء بتصاميم تليق بهم كرجال؟

..لماذا هذه الفوضى؟!

على قدر حرص المرأة الشديد مهما كانت وظيفتها....مستواها المادي..الاجتماعي..جنسيتها..
على أن تحمل حقيبة يد خاصة بها..على قدر ما أن الرجل ليس لديه أي اهتمام بمثل هذا الأمر....

المرأة تعبّر بذلك عن طبيعتها..حبها للخصوصية....

فحقيبة المرأة بها كل أسرارها..أمورها الهامة..مشاكلها..حتى قلبها...

فالمرأة التي تهتم بمظهرها كثيرا تجد في حقيبتها أدوات زينة..مرآة..مناديل...

المرأة العملية لون حقيبتها وتصميمها عملي وتحرص على وضع محفظة بها بطاقاتها..هويتها..

لا مانع من وجود فرشاة شعر..نظارة شمسية وأخرى للقراءة...

المرأة الرومانسية في حقيبتها عطر..صور أحبائها..قصة عاطفية...

المرأة الأم لطفل لا تخلو حقيبتها من فردة جورب صغير..خافض حرارة..بزازة..بكلة شعر...

الحقيبة بالنسبة للمرأة مهمة..مهمة جدا..فهي تحمل بها كل ما يعبر عن شخصيتها وقلبها....
فماذا عن الرجل؟
من هو الرجل الذي يحمل حقيبة...؟


لاحظت أنه إمّا رجل مسافر..ففي المطار يكون منظر رجل يحمل حقيبة يد أمر بديهي وطبيعي..

وإمّا رجل أعمال يكون لديه حقيبة خاصة بأوراق العمل.
الرجل بطبيعته لا يحب أن يكون لديه ارتباطاً وثيقا بأمر ما...

فمعظم الرجال يكون عملهم في المرتبة الأولى من حياتهم

وبذلك يكون لدى الرجل قناعة تامة أن يحمل حقيبة بها كل أوراقه المهمة....

لماذا لا يحمل الرجل حقيبة بها هويته...هاتفه..صور أبناؤه..رخصة القيادة..كروته....؟

الرجل يحب أن يوزع أشياؤه وعواطفه....

يستطيع أن يحب أكثر من واحدة....


يستطيع أن يعمل في عدّة وظائف....

يستطيع أن يكون له عدّة منازل......

و.......عدّة أسرّة...!!!!!


والمرأة تحب بقلب واحد...

حب واحد...

منزل واحد...

وظيفة واحدة....

سرير واحد....


قلب المرأة في حقيبتها ...

وحقيبة الرجل في قلبه....

فأينما كان قلبه..

كانت له حقيبة في هذا المكان.

عزيزة

5/5/2003 الاثنين 1424/3/3

10:10 صباحاً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

والبعض لا قلب ولا حقيبه ...

في مهب الريح يعيشون ..

ابداع لا يضاهيه ابداع ..

هل تعلمي ايتها العزيزه ..

اثناء قراءتي لــدررك خطر ببالي مشهد من خيالي اتمني لو يتحقق ..

لا ادري لم خالجني شعور بان هذه المدونه القيمه بكل ما فيها ..

ستحدث نقله نوعيه تسرك ..

تخيلت كتاباتك تزين عامود احد المجلات ..

لم لا حروفك تستحق التقدير واكثر ...
.
.
محبتي
.
دينا
.
.

غير معرف يقول...

حتى أثناء السفر إن إجتهد وضغط على نفسه وحمل حقيبة لحفظ بعض المستندات الهامة أو المال ..فهو لا يلبث أن يستسمحك عذراً لتحمليها عنه لبعض الوقت أو تضعيها داخل حقيبتك لتضيفي همومه إلى همومك !!!بل أنه سيلومك إن أضعتيها لاسمح الله ..مما سيزيد في ثفل حقيبتك مادياً ومعنوياً وتختلط العطور بالصور بالجوازات بالعملات ..وكل هذا لن يؤثر بأي شكل كان على حقيبته التي هي بدخال قلبه !!!!!فبينك وبينها أسوار !!!!